العلاقة بين بعض المهارات الاجتماعية والسلوک العدوانى لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

تخصص علم نفس تعليمى

المستخلص

مقدمة الدراسة :
تعتبر مرحلة التعليم الإبتدائي من المراحل المهمة التي تتوقف عليها التنمية الشاملة للأطفال ، ففي هذه المرحلة يتم تنمية المهارات الأساسية التي تمکن الطفل من تحصيل المعرفة ، ويکتسب الطفل فيها العادات السلوکية ، حيث تتميز مرحلة الطفولة بالمرونة ويکون فيها الطفل أکثر استجابة لتعديل السلوک والتغيير أکثر من أي مرحلة نمائية أخرى ، لذا يکون أکثر استجابة للمواقف والخدمات التي تقدم له ، وتؤکد النظريات السلوکية  ونظريات التعلم الاجتماعي على القابلية الهائلة للأطفال في تلک السنوات الأول على التعلم والنمو ، حيث تعزز أساليب التعلم والتربية على تعلم الطفل وتقدمه في المراحل النمائية التالية، کذلک فإن هذه المرحلة تمثل الخطوات الأولى للطفل على طريق المعرفة وهذا ما دفع إلى الأهتمام بالطفل في هذه المرحلة لمعرفة المشکلات التي قد تعيق نموه وتعترض طريقه في التعلم وتؤثر على توافقه وصحته النفسية.
ومن أبرز هذه المشکلات السلوک العدواني والذى أصبح لدى تلاميذ المدارس حقيقة واقعية موجودة في معظم دول العالم ، وتمثل هذه الظاهرة الهاجس الذى يؤرق کثيراً من الأسر والتربويين ، حيث أصبحت تلک الظاهرة تتفاقم في کثير من الدول بسبب المشاهد التي تبثها وسائل الأعلام عن العنف والشغب بين الناس، وما يحدث في بعض الدول من حروب ومشاکل في الآونة الأخيرة ، وهذا الأمر يشغل کافة العاملين في ميدان التربية بشکل خاص ، والمجتمع بشکل عام وتکمن خطورة السلوک العدواني فيما يترکه من آثار سلبية على کل من المجتمع والطفل ، حيث تمثل مشکلة خطيرة للمجتمع من جراء فقده لهذه العناصر البشرية ، والتي کان يمکنها أن تساهم في بنائه وتنميته ـ کما أنها تمثل للطفل العدواني نفسة مشکلة خطيرة من حيث اضطراب علاقته بغيره من الناس وفقده لإمکانية إقامة علاقات جديدة سلمية مع الغير .
والأطفال العدوانيين هم الأطفال الذين يميلون للقوة والتخريب ويظهر سلوکهم العدواني هذا في المنزل أو المدرسة أو مع الجيران ، إلا أن قيام الطفل بالغضب والثورة و الاعتداء على زملائه بدون مبرر واضح يدل هذا السلوک غير الطبيعي على اضطرابات نفسية للطفل( ناجى عبد العظيم مرشد ، 2005 ، 19 - 20 )
ولما کان  السلوک العدواني لا يرتبط بمرحلة عمرية معينة وإنما يظهر في مراحل العمر المختلفة کان لابد من مواجهته في کل مرحلة من مراحل الحياة وخاصة مرحلة الطفولة حتى يمکن التحکم فيه وتغيير طريقه إلى الأهداف الإيجابية التي تحقق سعادة الفرد والمجتمع .
فدراسة السلوک العدواني عند الأطفال ذات أهمية بالنسبة للطفل والمجتمع ، فهي لا تساعد على التخطيط للعلاج فقط ، بل الوقاية من الانحراف بأشکاله المختلفة الذى يهدد الفرد والمجتمع أيضاً ، وهذا يشير إلى أن توافق الفرد في مراحل حياته المتتالية يرتبط إلى حد کبير بتوافقه مع الطفولة وخاصة أن بعض المشکلات النفسية والاجتماعية عند الراشدين يرجع مصدرها إلى مراحل الطفولة ( شريفة قاسم ، 2013 ، 5 )
فالتلاميذ العدوانيين يکونون عرضة لنوبات الغضب، ولديهم اتجاهات إيجابية نحو العنف، ويقل تعاطفهم مع الضحايا (Roberts, 2000, 3)، وتنقصهم القدرة على تقييم العواقب الانفعالية لسلوکهم تجاه الآخرين (Warden & Machinnon, 2003, 369)، في حين يعانى التلاميذ الضحايا من صعوبة في ضبط إنفعالاتهم، أو السيطرة عليها (Michele, et al., 2004, 375)، کما يعانون من عدم الاستقرار الإنفعالي، ويفتقدون إلى مهارات التواصل الفعال ومهارات حل المشکلات (Paul & Kelly, 2005, 104)، ويرجع هذا العجز والخلل والافتقار – بالأساس – إلى ضعف المهارات الاجتماعية  لدى التلاميذ، و يعد قصور القدرة على التعرف على الإنفعالات والمشاعر والقدرة على ضبط وتنظيم الانفعالات والمشاعر وما يرتبط بهم من مشکلات سلوکية أو نفسية من أبرز المشکلات ؛ حيث تساعد القدرة على تحديد وفهم المشاعر في تيسير عملية التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي وتبادل الأفکار مع الآخرين، وعلى النقيض من ذلک فإن الافتقاد لهذه القدرة تحد إلى درجة کبيرة من التفاعل الاجتماعي وفهم المشاعر والانفعالات مما يجعل الفرد حاد الطبع مع الآخرين، واحتکاکه بالآخرين احتکاکاً حاداً لا يتضمن أي جانب من المهارات الاجتماعية ، ولکن محمل بالإيذاء بل ويتعمد إيذاء الآخرين دون سبب واضح لهذا الإيذاء، لذا فإن فاعلية الفرد في مجتمعه  تقاس بمدى قدرته على التواصل مع الآخرين بشتى طرق التواصل؛ والتي تتوقف في المقام الأول على فهمه لذاته وفهمه للآخرين، ولا يتم ذلک إلا من خلال امتلاکه للقدرة على فهم مشاعره ومشاعر الآخرين، ومن ثم فإن المشاعر والانفعالات وسيلة مهمة من وسائل الاتصال الفعال مع الآخرين، حيث تعمل على التواصل بين الأفراد وترابطهم، وتنظيم أهداف الفرد باعتبارها قوة دافعة إيجابية تنشط السلوک وتوجهه نحو هدف ما، مع الحفاظ على هذا السلوک لحين تحقيق ذلک الهدف ( ياسين أبو حطب ، 2002 ، 5 )

الكلمات الرئيسية