العلاقة بين تعبيرات الوجه والتفاعل الاجتماعي لدى الأطفال الذاتويين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية تخصص "علم النفس التعليمي"

المستخلص

 
تعتبر الذاتوية بمثابة اضطراب نمائي يؤثر علي العديد من جوانب النمو الأخري، وليس علي الجانب العقلي أو الاجتماعي فقط، بل تؤثر أيضاً علي الجانب المعرفي واللغوي وما يرتبط بهم من تواصل وتؤثر أيضاً علي الجانب الانفعالي واللعب والسلوکي، ويستخدم مصطلح الاضطراب النمائي العام والمنتشر في الوقت الراهن للإشارة إلي تلک المشکلات النفسية الحادة التي يبدأ ظهورها خلال مرحلة الطفولة المبکرة، ويتضمن مثل هذا الاضطراب قصوراً حاداً في نمو الطفل المعرفي والاجتماعي والانفعالي والسلوکي، مما يؤدي بطبيعة الحال إلي حدوث تأخر عام في العملية النمائية بأسرها، والذي يترک آثاراً سلبية متعددة علي کثير من جوانب النمو المختلفة (عادل عبدالله، 2002، ص21).
فالأطفال الذاتويين يظهرون أوجه قصور شديدة في المهارات المختلفة، الاجتماعية والتواصلية، وتعمل أوجه القصور هذه علي جعل هؤلاء الأطفال، يمثلون فئه تتميز عن غيرها من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، بما يجعلهم في حاجة إلي تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي لديهم (سليمان عبدالواحد، 2010، ص7).
کما أشار سيد الجارحي إلي أن الأطفال الذاتويين عادة يفتقروا إلي المبادأة الاجتماعية تجاه الآخرين، فلا يسعون إلي طلب المشارکة في اللعب أو إقامة العلاقات الاجتماعية، وعادة ما يفشل الأطفال الذاتويين في إقامة علاقات مع الأقران تناسب مستواهم النمائي، ويفضلون اللعب الذي لا يتطلب مشارکة الآخرين عن اللعب التفاعلي معهم(سيد جارحي، 2004، ص32).
وتُعدّ الذاتوية من أکثر الإعاقات النمائية غموضا لعدم الوصول إلى أسبابها الحقيقية على وجه التحديد من ناحية، وکذلک شدة غرابة أنماط سلوکها غير التکيفي من ناحية أخري، فهي حالة تتميز بمجموعة أعراض يغلب عليها انشغال الطفل بذاته وانسحابه الشديد، إضافة إلى عجز مهاراته الاجتماعية، وقصور تواصله اللفظي وغير اللفظي، الذي يحول بينه وبين التفاعل الاجتماعي البناء مع المحيطين به . (Foxx, et al., 2007, p15)