الجهود التربوية لعلماء المسجد الحرام في عصر المماليک

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

هدفت الدراسة بيان الجهود التربوية لعلماء المسجد الحرام في عصر المماليک، و اعتمدت هذه الدراسة على المنهج التأريخي القائم على الاستقراء والتحليل ودراسة الروايات والأخبار المتعلقة بالجهود التربوية في المسجد الحرام في عصر المماليک؛ سواءً في کتب التأريخ والتراجم، والمصنفات والمخطوطات وکتب الآثار والأدب والتربية.. .. وجمعها وتحليلها ونقدها، ثمَّ إحالة کل مادة علمية تم الوقوف عليها إلى المبحث المتعلق بها وتوثيقها حسب قواعد المنهج العلمي التأريخي، وکان من نتائج البحث ما يلي: تنافس الملوک والسلاطين والأمراء عبر مر العصور، وتعاقب الأزمان، على عمارة بيت الله الحرام، وخدمة أهلها والمجاورين بها، وخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، له أسباب دينية تتمثل في مکانة المسجد الحرام لکل مسلم، ولهذا کان هؤلاء الملوک والسلاطين والأمراء يتشرفون بخدمة بيت الله الحرام، عناية علماء المسجد الحرام في عصر المماليک بتعليم النساء، حيث شهد تعْلِمهن نشاطاً ملحوظاً  وتنافس النساء في طلب العلم، خاصةً العلوم المتعلقة بالشريعة الإسلامية: کعلم الحديث، والفقه، واللغة، والسيرة. وظهر في تلک الفترة عالمات مکيات يُشد إليهنَّ الرحال لطلب العلم، وأخذ الإجازة في بعض العلوم منهن. ونبغ منهنَّ عالمات بارعات مکْنهنَّ علمهنَّ من التدريس داخل المسجد الحرام، ظهور طبقة من المجاورين الذين قدموا إلى المسجد الحرام بقصد طلب العلم، والتعبد لله تعالى في أفضل بقاع الدنيا، وإسهام هذه الطبقة من المجاورين في نشر العلوم الشرعية والأدبية والعلمية، في بلاد المسلمين، ونبوغ علماء من المجاورين أسهموا إلى وقتنا المعاصر في الجهود التربوية والعلمية، بسبب ما ترکوه من إرثٍ حضاري، يتمثل في مصنفاتهم ومؤلفاتهم في مختلف فروع العلم والمعرفة، تعدد وتنوع وسائط التعليم في المسجد الحرام في عصر المماليک لتشمل التعليم في: الکتاتيب، والمسجد الحرام، ومنازل وبيوت الأمراء والوجهاء والعلماء، والأربطة، والمدارس، هذا التنوع والتعدد في وسائط التعليم أوجد حراکاً تربوياً وتعليمياً لجميع طبقات المجتمع المکي من الرجال والنساء، ومن الأغنياء والفقراء، ومن المقيمين بمکة المکرمة أو المجاورين لها، فکان المجتمع المکي عاصمة للعلم والثقافة والمعرفة في تلک الفترة، بُروُز ظاهرة التأليف والتصنيف بين العلماء حيث اعتنى العلماء بهذا الجانب المُشرق، فبسبب نشاط الحرکة العلمية في مکة، ظهر نوابغ من العلماء وتفرغوا للتصنيف والتأليف في مختلف العلوم والمعارف.

الكلمات الرئيسية